وقف العقيد حسني بيدس من أوائل الذين شاركوا في حماية أمن الكويت منذ قدومه في خمسينات القرن الماضي، وساهم في تأسيس السلك الأمني في الدولة. التحق بسلك الشرطة عام 1957 برتبة ملازم ثان، واستلم مهام ضابط مخفر الجهراء ضمن فريق اللواء خليل يوسف شحيبر، في زمن الشيخ سعد العبدالله الصباح نائب دائرة الشرطة، في بداية مرحلة تأسيس الأمن الكويتي الحديث.
رحلة الترقيات والمهام القيادية
تميزت مسيرة العقيد بالتدرج السريع في المناصب والرتب:
1959: الترقية إلى ملازم أول وانتقاله للعمل كضابط في مخفر النقرة.
1964: الترقية إلى رئيس وتوليه رئاسة مخفر النقرة.
1971: الترقية إلى نقيب ثم رائد، مع قيادة عدة مناطق أمنية حيوية مثل خيطان، العديلية، والسرة حتى 1980، تحت إشراف محافظي حولي آنذاك، من بينهم الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، الشيخ ناصر صباح الناصر الصباح، والشيخ جابر المبارك الحمد الصباح.
1975: الترقية إلى مقدم، ومواصلة قيادة قطاعات الأمن المحلي.
1980: تولى رئاسة قسم التفتيش بمحافظة حولي.
1981: حصل على رتبة عقيد، وتقاعد عام 1984 بعد خدمة طويلة ومخلصة، محافظا على مكانته بين زملائه.
الجنسية الكويتية وتقدير الولاء
عرف العقيد حسني بيدس بالإخلاص والصدق في خدمة الوطن، ونال شرف الحصول على الجنسية الكويتية بموجب المرسوم الأميري الصادر بتاريخ 14 أغسطس 1978 تقديراً لعطاءه الوطني. عاش في الكويت حتى وافته المنية في 19 مارس 1991، ودُفن في أرضها الطيبة.
أبناء وأحفاد على درب الوطن
أبناء العقيد، الذين اكتسبوا الجنسية الكويتية بالتبعية، لم يتوانوا عن خدمة الوطن، وتبوأوا مناصب مهمة في مؤسسات الدولة:
المهندس سمير حسني بيدس، في هندسة المنشآت العسكرية بوزارة الدفاع (متقاعد).
الدكتور غسان حسني بيدس، استشاري أمراض باطنية ورئيس قسم الباطنية بمستشفى الصباح (متقاعد).
الدكتور وائل حسني بيدس، استشاري طب وجراحة ورئيس وحدة القدم السكري بمستشفى الصباح (متقاعد).
أنجب الأبناء أربعة عشر حفيدا وجميعهم من حملة الشهادات الجامعية والعليا، بينما يشمل الجيل الرابع سبعة عشر ابنا وابنة، جميعهم كويتيون أصليون، تربوا على قيم الوطن والتفاني في خدمته.
مأساة بعد الوفاء
رغم كل هذه التضحيات والولاء، واجه العقيد وعائلته مصيرا مأساويا بعد وفاته: سُحبت الجنسية الكويتية منه ومن أبنائه وأحفاده، وتوقفت المعاشات التقاعدية عن أبنائه المتقاعدين، ما ترك أثرا بالغا على حياتهم. وكأنَّ "كسر الأعمى عصاه بعدما أبصر"؛ فقد نال العقيد كل التقدير والامتيازات الوطنية، ثم جرى عليه الظلم بعد أن أثبت ولاءه للوطن.
روح الولاء لا تموت
رغم الظلم الذي لحق بهم، تبقى قصة العقيد حسني بيدس وعائلته تذكيرا بأن الولاء للوطن لا يقاس فقط بالمناصب أو الامتيازات، بل بالاستعداد الدائم للتضحية والدفاع عن الأرض والشعب مهما كانت التضحيات شخصية وعائلية.